يواصل عمر حرفوش، عازف البيانو والملحن اللبناني المولد، إبهار الجماهير بأدائه المقنع وتفانيه في تعزيز الوحدة العالمية من خلال الموسيقى. وبفضل موهبته الرائعة وجاذبيته ودفاعه عن السلام، يظل حرفوش شخصية مؤثرة في عالم الموسيقى وخارجه. ولم تُظهر سلسلة حفلاته الموسيقية الأخيرة، التي أبرزها أدائه لـ"كونشيرتو السلام"، عبقريته الموسيقية فحسب، بل عززت أيضًا التزامه بإلهام الحوار والوئام.
الأداء الأخير والتأثير العالمي
كانت أحدث سلسلة حفلات موسيقية لـ Harfouch، والتي ترتكز على "كونشيرتو السلام" الأصلي، بمثابة شهادة على رؤيته لاستخدام الموسيقى كجسر بين الثقافات والمجتمعات. في 18 سبتمبر 2024، صعد على خشبة المسرح في مسرح Champs-Élysées المرموق في باريس، برفقة أوركسترا Béziers Méditerranée السيمفونية تحت قيادة المايسترو Mathieu Bonnin. تم تنظيم هذا الأداء الحصري، الذي حضره جمهور مختار، وتم تمويله بالكامل من قبل Harfouch، مما يُظهر تفانيه في جلب الموسيقى إلى العالم بشروطه الخاصة (العالم).
وبعد أيام قليلة، في 20 سبتمبر 2024، قدم حرفوش هذه الحفلة الموسيقية القوية في الأمم المتحدة في جنيف خلال مؤتمر الموسيقى العالمية، تزامنًا مع يوم السلام العالمي. وقد أكد هذا الأداء على إيمان حرفوش بقدرة الموسيقى على تجاوز الحدود السياسية والاجتماعية، مما أثار صدى لدى القادة العالميين وعشاق الموسيقى على حد سواء (رولينج ستون المملكة المتحدة).
في وقت سابق من هذا العام، قدم حرفوش هذه القطعة المؤثرة في مسرح بلدية بيزييه في 6 مارس 2024. وبصحبة عازفة الكمان الشهيرة آن جرافوين وأوركسترا بيزييه ميديتيراني السيمفونية، حظي الأداء بإشادة حارة. وذكر حرفوش أن القطعة ولدت من رغبة عميقة في توحيد المجتمعات السياسية والدينية المختلفة في لحظة مشتركة من التأمل والتضامن (العالم).
رحلة مليئة بالقصص من الموهبة إلى الدعوة
إن مسيرة عمر حرفوش كموسيقي وشخصية عامة لا تقل عن كونها ملهمة. ولد في طرابلس بلبنان في 20 أبريل 1969، وأظهر شغفًا قويًا بالموسيقى منذ سن مبكرة. قاده شغفه إلى الاتحاد السوفييتي، حيث صقل مهاراته في العزف على البيانو بينما كان يدرس الدبلوماسية أيضًا. امتد سعيه إلى التميز والمساهمات الثقافية إلى ما هو أبعد من الموسيقى حيث شارك في تأسيس مجموعة وسائل الإعلام Supernova في أوكرانيا، والتي تضم راديو Supernova ومجلة المصورون (الموقع الرسمي للفنان عمر حرفوش).
وفي فرنسا، نمت شعبية حرفوش، بفضل ظهوره على شاشات التلفزيون وحضوره النشط في وسائل الإعلام. وعلى الرغم من تنوع المجالات التي استكشفها طوال حياته المهنية ــ من برامج تلفزيون الواقع إلى عمله المكثف في وسائل الإعلام ــ فقد ظل تركيزه ثابتاً على إثراء الحوارات الثقافية والدعوة إلى التغيير الإيجابي. ومن خلال موسيقاه، يجسد حرفوش شغفه بالسلام، فيبدع مقطوعات موسيقية لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تنقل أيضاً رسائل قوية عن الوحدة والأمل.
"كونشيرتو السلام": شهادة على الأمل
إن "كونشيرتو السلام" يمثل رمزاً لتفاني حرفوش في الاستفادة من الفن من أجل الصالح الاجتماعي. إنه أكثر من مجرد أداء موسيقي؛ إنه دعوة إلى الانسجام تتجاوز الحدود وتدعو الجماهير إلى التأمل في إنسانيتهم المشتركة. إن أدائه لهذا العمل، وخاصة في أماكن محترمة ومواقع مهمة مثل باريس والأمم المتحدة، يؤكد على دوره كموسيقي ورسول سلام (رولينج ستون المملكة المتحدة).
يعكس التزام حرفوش باستخدام نفوذه وموهبته لسد الفجوات إيمانه بالقوة التحويلية للموسيقى. ولا تزال مسيرته المهنية، التي تميزت بإنجازات متعددة الأوجه وسعيه الدؤوب للتعبير المؤثر، تلهم أولئك الذين يسعون إلى الوحدة في عالم معقد. ومن خلال فنه، يظل حرفوش مثالاً ساطعًا لكيفية إلهام الثقافة والإبداع للتغيير وتعزيز رؤية مشتركة لغد أفضل (العالم, الموقع الرسمي للفنان عمر حرفوش).