قاد المفوض هاني ميجالي الفريق الذي قابل مع المسؤولين، بما في ذلك في وزارتي العدل والخارجية.
وتطرقت المناقشات إلى تحقيق العدالة للضحايا والأسر، وحماية المقابر الجماعية والأدلة، والاستمرار في التعامل مع اللجنة التي أنشأتها الأمم المتحدة. مجلس حقوق الإنسان في أغسطس 2011.
الرغبة في المشاركة
ورحب السيد المجالي باستعداد السلطات الجديدة لمواصلة التعاون مع اللجنة في الزيارات المستقبلية.
ويمثل هذا تحولا كبيرا حيث كانت الحكومة السابقة تمنع اللجنة من الوصول إلى المواقع منذ بدء ولايتها.
وأضاف "إننا نشيد بالسلطات الجديدة لتحسين حماية المقابر الجماعية والأدلة في مراكز الاحتجاز، ونشجعها على مواصلة هذه الجهود، وذلك أيضًا من خلال الاستفادة من منظمات المجتمع المدني السوري ذات الصلة والجهات الفاعلة الدولية".
المساءلة عن الانتهاكات
وقد زارت اللجنة دمشق والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك مراكز الاحتجاز التي كانت محور تحقيقاتها، فضلاً عن مواقع المقابر الجماعية.
وقال السيد ميجلي: "الوقوف في زنازين ضيقة بلا نوافذ، مليئة بالروائح الكريهة وتتسم بآلام لا يمكن تصورها، كان بمثابة تذكير صارخ بالروايات المروعة التي وثقناها على مدى ما يقرب من 14 عامًا من التحقيقات".
"يجب ألا تتكرر هذه الانتهاكات مرة أخرى ويجب محاسبة المسؤولين عنها".
شعور متجدد بالتفاؤل
وفي لقاءاته مع السوريين، بما في ذلك العائدين بعد سنوات من المنفى، أشار السيد مجلي إلى شعور متجدد بالتفاؤل والحرص على المشاركة في سوريا جديدة مبنية على احترام حقوق الإنسان. حقوق الانسان.
وأُبلغت اللجنة بأن الحواجز التي تعترض مشاركة المجتمع المدني، مثل تسجيل المنظمات، قد أصبحت أقل حدة، وهي تتطلع إلى توسيع المساحة المدنية، وهو أمر ضروري للغاية.
وعلاوة على ذلك، أكدت المناقشات مع المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية على الحاجة الملحة للدعم الدولي لضمان انتقال ناجح.
وفي هذا الصدد، أكد السيد المجالي على أهمية تسهيل جهود إعادة البناء، بما في ذلك تعليق العقوبات القطاعية المفروضة على السلطات السابقة.
الراحة والأمل
وقال إن "هناك شعوراً واضحاً بالارتياح بين السوريين. فبعد عقود من الحكم القمعي، اختفى الخوف، وأصبح هناك شعور جديد بالحرية ملموساً"، مشيراً إلى أن الناس تحدثوا عن رفع رؤوسهم عالياً لأول مرة منذ عقود.
وأضاف: "باعتباري أحد الذين حققوا في المجازر التي شهدتها سوريا في ثمانينيات القرن الماضي، فإنني أفهم بعمق كم انتظر السوريون هذه اللحظة".
ورغم أن الفترة المقبلة مليئة بالتحديات، إلا أننا نأمل أن يجتمع السوريون معًا لبناء البلد الذي طالما تطلعوا إليه.
عن الهيئة
اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق بشأن الجمهورية العربية السورية تم إنشاء لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان في البلاد منذ مارس/آذار 2011، عندما اندلع الصراع في أعقاب حملة قمع وحشية على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
وهي تتكون من ثلاثة مفوضين ليسوا من موظفي الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجراً مقابل عملهم.