نادي المحادثة في بورتسودان بعد زيارة إلى الخرطوم، سامانثا تشاتاراج، منسقة الطوارئ لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (برنامج الأغذية العالميقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، أن "أجزاءً واسعة من المدينة مُدمرة. مستويات الجوع واليأس مرتفعة للغاية"، لكنها أضافت أن "الناس ما زالوا متفائلين".
السودان هو حاليا البلد الوحيد في العالم الذي تم تأكيد المجاعة فيه رسميا.
ويواجه نصف سكان اليمن خطر الجوع الشديد، كما يعاني ما يقرب من خمسة ملايين طفل وأم مرضعة من سوء التغذية الحاد.
وقالت السيدة تشاتاراج إنه في شهر مارس، برنامج الأغذية العالمي تمكنت الأمم المتحدة من الوصول إلى أربعة ملايين شخص في مختلف أنحاء السودان، وهو أعلى رقم منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من عامين.
وأضافت أن "هذا يمثل خطوة مهمة في توصيل الغذاء إلى الأشخاص الذين انقطعت عنهم المساعدات لفترة طويلة".
لكنها أضافت أن "الحاجة أكبر بكثير". مع وجود 27 منطقة تعاني من المجاعة أو معرضة لخطر كبير، فإن التقدم الأخير لا يزال يغطي جزءًا صغيرًا فقط مما هو مطلوب لوقف الأزمة.".
الدمار والجوع
وفي دارفور، غرب السودان، اضطر ما يقرب من 450,00 ألف شخص، كانوا يواجهون بالفعل المجاعة ومستويات مروعة من العنف، إلى الفرار من مخيمي الفاشر وزمزم في الأسابيع القليلة الماضية، وسط تصاعد القتال.
"التقارير الواردة من الميدان صادمةوقالت السيدة تشاتاراج، موضحة أن برنامج الأغذية العالمي يقوم حالياً بتعبئة المساعدات للوصول إلى السكان أينما فروا - في مختلف أنحاء دارفور وولاية الشمالية.
التخطيط للعائدين
ومن المتوقع أن يعود عدد كبير من الأشخاص إلى الخرطوم في الأشهر المقبلة. و ويعمل برنامج الأغذية العالمي على تعزيز حضوره في المدينة وضمان قدرته على توصيل الغذاء بانتظام إلى العائدين.
وتهدف الأمم المتحدة، بالتعاون مع السلطات المحلية، إلى توفير مساعدات غذائية طارئة لمليون شخص في منطقة الخرطوم الكبرى الشهر المقبل.
السباق ضد المطر
وقالت السيدة تشاتاراج إنه قبل موسم الأمطار الذي من المقرر أن يبدأ في يونيو/حزيران، والذي سيجعل العديد من الطرق عبر دارفور غير صالحة للاستخدام، فإن برنامج الأغذية العالمي لديه بضعة أسابيع فقط لتخزين الأغذية مسبقاً بالقرب من السكان المحتاجين.
وفي إطار الاستعداد لذلك، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإنشاء مستودعات متنقلة في مختلف أنحاء دارفور لتخزين الإمدادات الغذائية بشكل آمن والحفاظ على استمرار العمليات حتى أثناء هطول الأمطار.
في هذه الأثناء، لا يزال حوالي 100,000 ألف شخص محاصرين في مدينة الفاشر المحاصرة.
ويدعو برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى توفير المزيد من التمويل والوصول الآمن إلى المناطق المحتاجة حتى يتمكن من مواصلة عمله في ما يعتبر الآن أكبر أزمة إنسانية في العالم.