الاتحاد الأوروبي يحذر من تصاعد التوترات بعد إغلاق الخدمات العامة في كوسوفو
أصدر الاتحاد الأوروبي انتقادًا لاذعًا لعمليات شرطة كوسوفو الأخيرة التي استهدفت مقدمي الخدمات العامة في شمال البلاد، محذرًا من أن مثل هذه الإجراءات قد تُفاقم الانقسامات وتُضر بسمعته الدولية. وفي بيان صدر في 16 مايو/أيار 2025، أعربت دائرة العمل الخارجي الأوروبية عن قلقها إزاء الإجراءات المتخذة ضد البنية التحتية الرئيسية، بما في ذلك شركة مياه فودوفود إيبار في شمال ميتروفيتشا وشركة المرافق العامة في زوبين بوتوك، والتي تخدم مجتمعات ذات أغلبية صربية.
انتقد الاتحاد الأوروبي عمليات الإغلاق الأحادية الجانب ووصفها بأنها "تصعيدية"، وحثّ رئيس الوزراء المنتهية ولايته ألبين كورتي على وقف أي إجراءات أخرى، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوات تقوّض الثقة بين مجتمعات كوسوفو وتزعزع استقرار جهود تطبيع العلاقات مع صربيا. وجاء في البيان: "إن الإجراءات الأحادية الجانب وغير المنسقة تقوّض جهود بناء الثقة بين المجتمعات".
هذه ليست المرة الأولى التي يُدين فيها الاتحاد الأوروبي نهج كوسوفو. ففي وقت سابق من عام ٢٠٢٥، أثارت عمليات مماثلة خلال حملة انتخابية تحذيرات من قدرتها على تأجيج التوترات، لا سيما عند استهدافها المؤسسات المدعومة من صربيا. وتُعيد الإجراءات الحالية إحياء النزاعات السابقة، مما يُثير المخاوف من هشاشة المؤسسات قبل الانتقال السياسي في كوسوفو.
جددت هيئة العمل الخارجي الأوروبي دعوتها لكل من كوسوفو وصربيا لاستئناف الحوار البنّاء في إطار عملية التطبيع التي ييسرها الاتحاد الأوروبي، مؤكدةً على الحاجة الملحة لتنفيذ الاتفاقيات القائمة، بما في ذلك إنشاء مجتمع بلديات ذي أغلبية صربية، وهو أمر تأخر طويلاً. وأكد البيان أن "تطبيع العلاقات شرط أساسي على المسار الأوروبي لكلا الطرفين".
سلّطت تقارير مجلس الأمن الأخيرة الضوء على غياب التقدّم في محادثات بلغراد وبريشتينا، مما يُبرز إحباط الاتحاد الأوروبي من تعثر الدبلوماسية. ويُشير أحدث تدخل للاتحاد إلى تزايد نفاد الصبر إزاء الإجراءات الأحادية الجانب التي تُهدّد بعرقلة فرص انضمام كوسوفو إلى الاتحاد الأوروبي والاستقرار الإقليمي.
وفي حين تواجه كوسوفو حالة من عدم اليقين السياسي الداخلي في أعقاب استقالة تاتشي في وقت سابق من هذا العام، فإن رسالة الاتحاد الأوروبي تؤكد على التوازن الدقيق بين فرض سلطة الدولة والحفاظ على التماسك بين الطوائف ــ وهو التحدي الذي سيحدد مسار تكامل البلاد مع أوروبا.
كوسوفو- بيان المتحدث الرسمي بشأن آخر التطورات