ومنذ بدء حظر المساعدات في الثاني من مارس/آذار، أفادت التقارير بوفاة 2 طفلاً بسبب آثار سوء التغذية، وفقاً لوزارة الصحة.
وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فمن المتوقع أن يعاني ما يقرب من 71,000 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الـ11 المقبلة.
إحاطة للصحفيين في جنيف، من الذىوقال ممثل منظمة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور ريك بيبركورن إن الحظر الإسرائيلي الكامل للمساعدات لم يترك سوى ما يكفي من الذى إمدادات لعلاج 500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد - "جزء بسيط من الاحتياجات العاجلة".
وحذر من أن "الناس محاصرون في هذه الدورة حيث أن نقص الغذاء المتنوع وسوء التغذية والأمراض تغذي بعضها البعض".
تأتي تعليقات الدكتور بيبركورن في أعقاب نشر تحليل جديد يوم الاثنين، وفقًا لمقياس الإنذار للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، والمعروف باسم التصنيف المرحلي المتكامل (IPC)، والذي يُظهر أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة - أي 500,000 ألف شخص - يواجه المجاعة، بينما يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة من نقص غذائي طويل الأمد. منظمة الصحة العالمية عضو في هذا التصنيف.
أزمة جوع متصاعدة
وقال الدكتور بيبركورن: "إن هذه واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، وهي تتكشف في الوقت الحقيقي".
وتحدث ممثل منظمة الصحة العالمية عن زيارته الأخيرة لمستشفى كمال عدوان شمال غزة، حيث يُفحص أكثر من 300 طفل يوميًا في مركز تغذية تدعمه منظمة الصحة العالمية. وخلال الزيارة، أفاد المستشفى بأن أكثر من 11% من الحالات تعاني من سوء التغذية الحاد الشامل.
ووصف الأطفال المتأثرين قائلاً: "لقد رأيتهم [في] الأقسام... طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، وكنت أعتقد أنه يبلغ عامين ونصفًا".
وتدعم منظمة الصحة العالمية 16 مركزاً خارجياً وثلاثة مراكز لعلاج سوء التغذية للمرضى الداخليين في القطاع بإمدادات منقذة للحياة، إلا أن وقف المساعدات من قبل إسرائيل وتقلص الوصول الإنساني يهدد قدرتها على استدامة هذه العمليات.
وأكد الدكتور بيبركورن على الأضرار طويلة الأمد الناجمة عن سوء التغذية والتي "يمكن أن تستمر مدى الحياة"، مع تأثيرات تشمل توقف النمو وضعف التطور الإدراكي والصحة.
وحذر من أنه "بدون توفر ما يكفي من الغذاء المغذي والمياه النظيفة والقدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية، فإن جيلاً بأكمله سوف يتأثر بشكل دائم".
أكد مسؤول منظمة الصحة العالمية أن المنظمة تُناقش باستمرار مع السلطات الإسرائيلية ضرورة إدخال الإمدادات إلى القطاع. وتوجد حوالي 31 شاحنة مساعدات تابعة للمنظمة متوقفة في العريش بمصر، على بُعد عشرات الكيلومترات فقط من معبر رفح الحدودي مع غزة، كما توجد المزيد من الإمدادات في الضفة الغربية، جاهزة للتحرك "في أي يوم يُسمح فيه بذلك".
"الرعاية الصحية ليست هدفًا"
وفيما يتعلق بالهجمات على الرعاية الصحية، قال الدكتور بيبركورن إن وحدة الحروق في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس الجنوبية تعرضت لغارة جوية إسرائيلية يوم الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين. وقد أدى الهجوم إلى فقدان 18 سريرًا في قسم الجراحة بالمستشفى، بما في ذلك ثمانية أسرة للعناية المركزة "الحرجة".
وذكرت وسائل إعلام أن صحافيا فلسطينيا قتل في الهجوم أثناء تلقيه العلاج من إصابات أصيب بها في غارة جوية سابقة.
واختتم الدكتور بيبركورن حديثه قائلاً: "الرعاية الصحية ليست هدفًا". وجدد دعوته لحماية المرافق الصحية، والإنهاء الفوري لحصار المساعدات، وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية المسلحة، ووقف إطلاق النار "الذي يؤدي إلى سلام دائم".