قبل عقد من الزمان، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قواعد نيلسون مانديلا - وهي مجموعة من 122 توجيهاً تحدد المعايير الدنيا لمعاملة السجناء، مستوحاة من أحد أكثر السجناء السياسيين السابقين نفوذاً في العالم - أيقونة الحقوق المدنية في جنوب أفريقيا، نيلسون مانديلا.
تهدف هذه القواعد إلى ضمان السلامة والأمن واحترام كرامة الإنسان، وتقدم معايير واضحة لموظفي السجون.
رغم ذلك، لا تزال أنظمة السجون في جميع أنحاء العالم تواجه تحدياتٍ عميقة الجذور. انعقدت الجمعية العامة يوم الجمعة لمناقشة كيفية حماية المجتمعات من الجريمة بشكل أفضل من خلال التركيز على إعادة تأهيل السجناء وإعدادهم للحياة بعد خروجهم من السجن.
الزنازين المكتظة
وقالت غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: "إن زنازين السجون مكتظة".المكتب), مشيرا إلى أن هناك 11.5 مليون شخص مسجونين حاليا على مستوى العالم.
"يؤدي الاكتظاظ إلى حرمان الناس من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي"حذرت. ومع ذلك، لا تزال خدمات السجون تعاني من نقص التمويل، وقلة الأولويات، وعدم التقدير.
وأضاف أن هذه الإخفاقات النظامية لا تعرض السجناء والموظفين للخطر فحسب، بل تضعف أيضًا الجهود المبذولة لإعادة دمج السجناء السابقين - مما يشكل مخاطر على المجتمع الأوسع. رئيس الجمعية العامة فيليمون يانغ.
نساء خلف القضبان
لقد ارتفع عدد النساء في السجون بنسبة 57 في المائة على مدى السنوات العشرين الماضية - أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل الرجال.
معظم الأنظمة ليست مجهزة لتلبية احتياجاتهم المحددة.هذا ليس آمنًا، وهذا ليس إنسانيًا."قالت السيدة والي.
وتتعرض النساء المحتجزات للخطر بشكل خاص، حيث يواجهن مخاطر أكبر من العنف الجنسي، والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية الإنجابية، والانفصال عن أطفالهن.
حان الوقت للإصلاح الجريء
"نحن بحاجة إلى رؤية جريئة - رؤية تتجاوز الطوب والحانات لتركز على الناس وإمكاناتهموقالت السيدة والي، وحثت الحكومات على إعادة النظر في كيفية إدارة السجون.
إذا أُديرت السجون بمسؤولية، فإنها تُسهم في تعزيز السلامة العامة والعدالة وسيادة القانون. إلا أن بيئات السجون اليوم غالبًا ما تظل خطرة وغير منتجة.
وشدد مسؤولون في الأمم المتحدة على أن إعادة التأهيل يجب أن تكون في قلب الإصلاحات، بما في ذلك أنظمة الدعم التي تقلل من احتمال العودة إلى الإجرام وتساعد السجناء السابقين على إعادة الاندماج في المجتمع.
واختتم السيد يانغ كلمته قائلاً: "إن المقياس الحقيقي للعدالة ليس في كيفية العقاب، بل في كيفية حماية الجميع وإعادة تأهيلهم وبناء مستقبل أفضل لهم في كل مكان".