7.5 C
بروكسل
الاثنين، أبريل شنومكس، شنومكس
أفريقياالجناة كمدعين عامين: مفارقة مؤرقة في الإبادة الجماعية في أمهرة و...

الجناة كمدعين عامين: مفارقة مؤلمة في الإبادة الجماعية في أمهرة وضرورة العدالة الانتقالية

بقلم يوديث جدعون، مديرة المنظمة غير الحكومية "أوقفوا الإبادة الجماعية في أمهرة".

إخلاء المسؤولية: المعلومات والآراء الواردة في المقالات هي تلك التي تنص عليها وهي مسؤوليتهم الخاصة. المنشور في The European Times لا يعني تلقائيًا الموافقة على وجهة النظر ، ولكن الحق في التعبير عنها.

ترجمات إخلاء المسؤولية: يتم نشر جميع المقالات في هذا الموقع باللغة الإنجليزية. تتم النسخ المترجمة من خلال عملية آلية تعرف باسم الترجمات العصبية. إذا كنت في شك ، فارجع دائمًا إلى المقالة الأصلية. شكرا لتفهمك.

المؤلف الضيف
المؤلف الضيف
ينشر Guest Author مقالات من مساهمين من جميع أنحاء العالم

بقلم يوديث جدعون، مديرة المنظمة غير الحكومية "أوقفوا الإبادة الجماعية في أمهرة".

في قلب أفريقيا، حيث ازدهرت الثقافات النابضة بالحياة والمجتمعات المتنوعة لعدة قرون، يتكشف كابوس صامت. لا تزال الإبادة الجماعية في أمهرة، وهي حلقة وحشية ومروعة في تاريخ إثيوبيا، غامضة إلى حد كبير عن الرأي الدولي. ومع ذلك، تحت غطاء الصمت هذا تكمن رواية مروعة عن معاناة لا يمكن فهمها، وعمليات قتل جماعي، وعنف عرقي.

السياق التاريخي و"الحبشة: برميل البارود"

لكي نفهم الإبادة الجماعية في أمهرة حقًا، يجب علينا أن نتعمق في سجلات التاريخ، ونعود إلى الوقت الذي واجهت فيه إثيوبيا تهديدات خارجية ومحاولات استعمار. واحدة من اللحظات الأكثر أهمية في هذا التاريخ كانت معركة العدوة في 1896 عندما نجحت قوات الإمبراطور منليك الثاني في مقاومة جهود الاستعمار الإيطالي. ومع ذلك، فقد أرست هذه الأحداث الأساس لإرث مثير للقلق من التوترات والانقسامات العرقية.

خلال هذه الحقبة، تم اقتراح استراتيجيات تهدف إلى خلق الفتنة العرقية، وقد تم توضيحها بشكل خاص في كتاب “الحبشة: برميل البارود”. سعى هذا الكتاب الخبيث إلى تصوير شعب الأمهرة على أنهم مضطهدون للمجموعات العرقية الأخرى، بقصد زرع بذور الانقسام داخل إثيوبيا.

سوء استخدام Minilikawuyan

وبالمضي قدمًا إلى يومنا هذا، نشهد عودة مثيرة للقلق للتكتيكات التاريخية في إثيوبيا. قامت عناصر داخل قوات الدفاع الفيدرالية والسلطات الحكومية، إلى جانب جناة آخرين، بإحياء مصطلح "مينيليكاويان" لوصف سكان أمهرة زورًا بأنهم مضطهدين. هذه الرواية الكاذبة، التي اقترحها الإيطاليون في البداية في كتاب "الحبشة: برميل البارود"، والتي تم نشرها لاحقًا من خلال الجهود التبشيرية المثيرة للانقسام، تم إساءة استخدامها بشكل مأساوي لتبرير العنف ضد الأمهرة الأبرياء.

ومن الضروري توضيح أن الأمهرة لا يتحملون أي مسؤولية تاريخية عن أعمال القمع. هذه الرواية هي تشويه للحقائق التاريخية، وهي بمثابة ذريعة للعنف الحالي ضد أفراد الأمهرة الذين غالبًا ما يكونون مزارعين فقراء يعيشون في ظروف مزرية.

العنان لأهوال

تخيل أرضاً كانت المجتمعات فيها تتعايش في وئام ذات يوم، وتمزقها الآن موجة من العنف الذي لا يظهر أي رحمة. لقد وقع الأطفال والنساء والرجال ضحايا لأعمال وحشية لا يمكن تصورها، وأُطفأت حياتهم دون سبب سوى انتمائهم العرقي.

ويستخدم مرتكبو هذه الإبادة الجماعية، الذين شجعتهم رواية تاريخية ملتوية، مصطلحات مهينة مثل "نفتينا"، و"المينليكاويين"، و"الجويسا"، و"الحمير" لتجريد شعب الأمهرة من إنسانيتهم ​​وتشويه سمعتهم. لقد أصبحت مثل هذه اللغة المهينة سلاحا يستخدم لتبرير الفظائع التي لا توصف والتي يتم ارتكابها.

عالم يغض البصر

والحقيقة الصادمة هي أنه على الرغم من حجم هذه الفظائع وسوء الاستخدام الصارخ للروايات التاريخية لتأجيج أعمال العنف، فقد اختار المجتمع الدولي إلى حد كبير التزام الصمت، ولم يصل إلى حد وصفها كما هي: الإبادة الجماعية. ويهدد هذا التردد بتشجيع الجناة وتقويض أمل الضحايا في تحقيق العدالة.

لدى العالم تاريخ مؤلم من التردد عندما يتعلق الأمر بالتدخل في عمليات الإبادة الجماعية. إن رواندا والبوسنة تذكرنا بشكل صارخ بما يحدث عندما يفشل المجتمع الدولي في التصرف بشكل حاسم. وكانت العواقب مدمرة، مما أدى إلى فقدان عدد لا يحصى من الأرواح.

بينما نكشف النقاب عن أهوال الإبادة الجماعية في أمهرة، يتبقى أمامنا سؤال مقلق: كيف يمكن لحكومة الإبادة الجماعية أن تكون بمثابة المدعي العام، والقاضي، والأداة القانونية لاضطهادها؟ ويجب على العالم ألا يسمح باستمرار هذه المفارقة المؤلمة. إن العمل الفوري ليس واجبا أخلاقيا فحسب، بل هو أيضا واجب تجاه الإنسانية.

كسر سلاسل الصمت

لقد حان الوقت لكي يكسر العالم حاجز الصمت الذي يحيط بالإبادة الجماعية في أمهرة. وعلينا أن نواجه الحقيقة الصارخة التي لا يمكن دحضها: إن ما يحدث في إثيوبيا هو في الواقع إبادة جماعية. يحمل هذا المصطلح ضرورة أخلاقية، ودعوة للعمل لا يمكن تجاهلها. إنه يذكرنا بالوعد "لن يحدث مرة أخرى أبدا"، وهو التعهد بمنع تكرار مثل هذه الفظائع.

الطريق إلى الأمام: حكومة انتقالية شاملة

ولمعالجة الإبادة الجماعية في أمهرة بشكل شامل، نقترح إنشاء حكومة انتقالية في إثيوبيا. ويجب أن تضم هذه الهيئة أفرادًا لا يتزعزعون في التزامهم بالعدالة والمصالحة وحماية حقوق الإنسان. والأهم من ذلك، يجب حظر الأحزاب السياسية المشتبه في تورطها في الإبادة الجماعية، أو التي تثبت إدانتها، من ممارسة جميع الأنشطة السياسية وتقديمها إلى العدالة. وهذا يضمن أن يواجه المذنب المساءلة، في حين يتمكن الأبرياء في نهاية المطاف من استئناف أنشطتهم السياسية بمجرد تبرئتهم.

نداء للعمل

إن الإبادة الجماعية في أمهرة هي بمثابة تذكير حزين بمسؤوليتنا الجماعية عن حماية أرواح الأبرياء ومنع تكرار مثل هذه الفظائع. الإدانة وحدها لن تكفي؛ ومن الضروري اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة.

اتفاقية الإبادة الجماعية: ضرورة أخلاقية

وتحدد اتفاقية الإبادة الجماعية، التي اعتمدتها الأمم المتحدة في عام 1948، التزام المجتمع الدولي بمنع أعمال الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وتعرّف الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية". وتقع الإبادة الجماعية في أمهرة ضمن هذا التعريف بشكل لا لبس فيه.

إن صمت المجتمع الدولي أو إحجامه عن وصفها بهذه الصفة يشكل انحرافا محبطا عن المبادئ المنصوص عليها في اتفاقية الإبادة الجماعية. إن الضرورة الأخلاقية للاتفاقية واضحة: يجب على العالم أن يتصرف بشكل حاسم لمنع الفظائع المستمرة ضد شعب الأمهرة.

العدالة الانتقالية: طريق للشفاء

وتسعى العدالة الانتقالية، كما حددتها الأمم المتحدة، إلى معالجة تركة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وفي حالة الإبادة الجماعية في أمهرة، لم تصبح مجرد ضرورة، بل شريان حياة لشفاء أمة مجروحة بشدة.

في النظر في الطريق إلى الأمام ل إثيوبياأصبح من الواضح تمامًا أن الحكومة الحالية، المتورطة في ارتكاب الإبادة الجماعية في أمهرة، لا يمكن أن يُعهد إليها بمسؤولية إنهاء هذه الأزمة الإنسانية، ومحاسبة الأطراف المذنبة، وتعزيز المصالحة والسلام. إن الجهات الفاعلة التي تتحمل المسؤولية عن هذه الأعمال الشنيعة لا يمكنها أن تقود بمصداقية عملية العدالة الانتقالية. ويشكل استمرار وجودهم في السلطة تهديدًا وشيكًا للضحايا، الذين ما زالوا معرضين لخطر شديد. إن خطر وقوع المزيد من أعمال العنف، وإسكات الشهود، وعمليات القتل المستهدف يلوح في الأفق بشكل كبير ما دام المسؤولون عن الإبادة الجماعية يحتفظون بالسيطرة. ويأتي مفهوم "شبه الامتثال" في الاعتبار، حيث قد يكون هناك مظهر من مظاهر التعاون مع الجهود الدوليةلكن الهياكل الأساسية للسلطة والإفلات من العقاب لا تزال سليمة، مما يجعل أي عملية عدالة انتقالية غير فعالة وربما أكثر ضررا للضحايا. إن وجود حكومة انتقالية محايدة وشاملة حقا، فضلا عن الإشراف الدولي، أمر ضروري لضمان سيادة العدالة وإمكانية تحقيق السلام الدائم في إثيوبيا والمنطقة على نطاق أوسع.

إن حكومة انتقالية شاملة، مؤلفة من شخصيات محايدة ملتزمة بالعدالة والمصالحة، يمكن أن تمهد الطريق لهذا الشفاء الذي تشتد الحاجة إليه. يجب أن تعطي الأولوية:

  1. حقيقة: وقبل أن يتسنى تحقيق المساءلة، لا بد من الكشف عن النطاق الكامل للفظائع والسياق التاريخي الذي أدى إليها. إن وجود عملية شاملة للبحث عن الحقيقة أمر حيوي للاعتراف بمعاناة الضحايا وفهم العوامل التي غذت الإبادة الجماعية في أمهرة.
  2. المسائلة: ويجب تقديم الجناة، بغض النظر عن انتماءاتهم، إلى العدالة. ويجب إرسال رسالة واضحة مفادها أنه لن يتم التسامح مع الإفلات من العقاب.
  3. الرد: يستحق ضحايا الإبادة الجماعية في أمهرة التعويض عن معاناتهم. ولا يشمل ذلك التعويض المادي فحسب، بل يشمل أيضًا دعم التعافي النفسي والعاطفي.
  4. تصالح: إن إعادة بناء الثقة بين المجتمعات، التي تمزق الكثير منها بسبب هذا العنف، أمر بالغ الأهمية. ويجب أن تكون المبادرات التي تعزز التفاهم والتعاون محورية في أجندة الحكومة الانتقالية.

وفي الختام، ندعو المجتمع الدولي بشدة إلى:

  1. الاعتراف علناً بالإبادة الجماعية في أمهرة باعتبارها إبادة جماعية، مع التأكيد على ضرورة التدخل الفوري.
  2. تقديم الدعم لتشكيل حكومة انتقالية شاملة في إثيوبيا، بقيادة شخصيات محايدة مكرسة للعدالة والمصالحة.
  3. فرض حظر على جميع الأحزاب السياسية المرتبطة بالإبادة الجماعية حتى يتم تبرئتهم من ارتكاب أي مخالفات.
  4. تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لضحايا الإبادة الجماعية في أمهرة، بما يلبي احتياجاتهم العاجلة.
  5. إقامة علاقات تعاون مع الشركاء والمنظمات الدولية لضمان تحقيق العدالة واسترداد الحقوق والمصالحة بشكل فعال ودائم.

ويجب على إثيوبيا، مثل طائر الفينيق، أن تنهض من رماد هذا الفصل المظلم من تاريخها. ومن خلال الالتزام الجماعي بالعدالة والمصالحة وحماية حقوق الإنسان، يمكننا أن نأمل في مستقبل تسود فيه الوحدة والسلام. لقد حان الوقت لكي ينتبه العالم إلى دروس التاريخ ويمنع كتابة فصل مأساوي آخر.

- الإعلانات -

المزيد من المؤلف

- المحتوى الحصري -بقعة_صورة
- الإعلانات -
- الإعلانات -
- الإعلانات -بقعة_صورة
- الإعلانات -

يجب أن يقرأ

أحدث المقالات

- الإعلانات -